الأمان الفكري لغة الروح والعقل - مهى غنيم |
كل منا يبحث عن الأمان فما هو الأمان المطلوب؟
الكل يشترك بحاجته للشعور بالأمان. فجميعنا بحاجة للشعور بالأمان بالاوطان والأمان بالسكن، والأمان بممارسة المعتقدات الدينية ،الأمان بوجود شريك حياة ،والأمان بالحب والأمان العاطفي والأمان بالعمل وكسب النقود والكثير من الأنواع المختلفة للأمان.فهل طرأ على بال احدكم ما هو الأمان الفكري؟
ان تشعر بشخص يقرأ ما يجول بخاطرك لينطقه بلسانه فتشعر وكأنك انت من نطقته، ان تنطقا معاً بنفس الفكرة أو الجملة من دون سابق تحضير أو إنذار ، إذا خانك التعبير تبحث عنه لينجدك فيما تريد قوله ليصيغها بطريقته دون أن تفسر له مُرادك فيبرمجها بعقله عن طريق توارد خواطركما فينتج كلامك الذي أردت الإفصاح به.
ان تشعر به السند لأفكارك كأن تبدأ بالكلام وبمنتصف الطريق يكمل هو بسلاسة تامة وكأنكما عقل واحد وفكر واحد . تشعر وكأنهما روح واحدة في جسدين حتى قبل تلاقيهم هناك الكثير من الأشياء المشتركة تجعل من يسمعها في ذهول تام.
فالآذان الصاغية التي تنقل الكلام لدهاليز الدماغ ليتم التعبير عنها بلغة الجسد وكأنه العقل الذي يطبطب على أفكارك.والعين التي ترفرف مأكدة على أقوالك . تحلق ارواحنا لفضاء الأفكار المشتركة لتلتقي بفكرة أو أكثر مشتركة فتصبح روح واحدة لتهبط مجدداً ولكن مقسمة في جسدين.
هل هناك توافق فكري يؤدي الإلى الأمان الفكري؟
أحدهما يكون من أقصى الشمال والآخر من أقصى الجنوب لكن مركز جاذبيتهم لنقطة التوافق بالمنتصف دون أي خلاف ولكن بسبب توافقهم قد يجذب احد الطرفين بكل حب وود الطرف الآخر لمكانه دون شد أو جذب وبكل رفق وحنية دون أذية ليعاود بعد فترة إلى مكانه الأساسي ساحبا معه شريكه بنفس الود واللين.
الأمان الفكري لا يعني التنازل أو الشد أو الجذب أو العنف وإنما تشعر بالأفكار تنساب بعذوبة تامة وكأنها تعزف نغماً على أوتار عود لتطرب آذان سامعيها بأحلى معزوفة موسيقية.
فحافظوا على من تتناغمون معهم بمعزوفاتكم الموسيقية حتى لا يأتي آخر يقطع وتر العود فتصبح آلتك الموسيقية بلا روح ومعزوفتك بلا معنى فتعيش على اطلال النغم الحزين.
بقلمي المتواضع مها غنيم
للمزيد من اعمالي يمكنكم زيارة صفحتي على
TikTok